قصة أبكتنيي....................

قصة ترويها أمي عن أحد الداعيات من المملكة العربية السعودية عن أحد الأمهات ....




وأثناء سماعي للقصة أقشعر جنبي أكثر من مرة وعندما خرجت من أمي ذرفت دموعي على وجنتي ....




أحداث القصة في المملكة العربية السعودية الموقع بالتحديد مدينة الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أجمعين ...




كان هناك شاب في عنفوانه عند انتهائه من دراسة الثانوية العامة ... قرر هو وزمرة من أصحابه وهم من الداعين إلى الفاحشة إلى الدراسة في الخارج حيث أنهم خططوا فيما بينهم على زيارة جميع الأماكن المحرمة للهو و اللعب و اللقاء ببائعات الهوى ...





فعند علم والدته بأمرهم في التخطيط لمعصية الله فاتجهت إلى الذي لا يرد يد العبد صفرا خائبتين ..... و بالفعل استجاب الله لدعاء الأم الصالحة وقد تم قبول جميع أصحابه إلى السفر إلى هو ... فيا سبحان الله ... ولكن الولد انقلب حاله إلى أسوء الحالات حيث انعزل إلى الوحدة وعدم الأكل ومن الأمور التي يعبر الشخص من خلالها عن حزنه ....





وكما عهدنا قلب الأم الحاني الذي لا يستطيع أن يرى أحد من أبنائه يتعذب وخشية أن تفقد ولدها قامت إليه تواسيه وتهون عليه من مصيبته ... وأخبرته لا بأس يا بني في السنة القادمة قم بالتقديم وأنا سوف أقوم بالدعاء بأن يسرها لك الله ..... وبالفعل كما هو متوقع فرضى الأم على إبنها يجلب إليه التوفيق من الله سبحانه ...... وتم قبول الولد للسفر إلى أمريكا .... فبمجرد إعلان نتيجة القبول قام الابن بالاتصال على رفقاء السوء ... ويخبرهم بالمكالمة إنني قادم إليكم ولن أترك حانة خمر إلا وأدخلها لن أترك غانية لحالها إنتظروني إني قادم إليكم ..... وأثناء المكالمة كانت أمه تستمع إليه وبدأ قلبها يتقطع من هول ما سمعت ولا تستطيع منعه حيث أن القبول قد أعلن ..........





واتجهت إلى الواحد الديان سبحانه ... ودعت بدعوة تقول لاأعلم من أين نطقت بها ولم أسمعها من قبل ولكن الله سبحانه ألهمني إياه أم هو مخافة الام على ولدها ... فرفعت أكفها إلا الله تضرعا وقالت اللهم إجمعه بالصالحين وأجلعه أصلحهم .... وبدأت تتضرع إلى الله بالقرآن وتكرر هذه الدعوة .....






وجاء يوم السفر إلى البلاد المنشودة وزادت الأم من الدعاء مع ثقتها بالله سبحانه .... واتصل على أصحابه انتظروني بالوقت الفلاني فإنني قادم ....





وأثناء قدوم أصحابه إلى المطار تعطلت عجلة السيارة ولم يستطيعوا الوقوف بالطريق العام حيث أنهم لا يوجد لديهم عجلة احتياطية وذلك يعرضهم للمسائلة القانونية في تلك البلاد.... وعرجوا على إحدى القرى الداخلية البعيدة عن الطريق العام ....





وعند وصول صاحبنا إلى المطار لم يجد أصحابه ........ وعلى جانب آخر من القصة كان هناك أحد رجال الدين من المفروض أن يأتي بنفس الطائرة القادمة من الرياض ولكن لظروف لم يستطع المجيئ وكان أصحاب هذا الرجل بانتظاره بالمطار فعند رؤيتهم لهذا الابن وأشباهه العربية قالوا بما أن الشخص المنتظر لم يأتي لماذا لا نقل هذا الولد لكسب الأجر فعند قدومهم إليه لم يدعهم يتكلموا وقال لهم إن أصحابي قادمون إلي ابتعدوا عني وبكل اشمئزاز .....




وانتظروا عند نزول جميع الركاب من الطائرة ولم يأتي صاحبهم .... وعند خروجهم من باب المطار أخذتهم النخوة الاسلامية والعربية فلنسأله إن كان يعرف اللغة الانجليزية أم لا ..... فأآتوه كآخر أمل أتعرف أن تتحدث باللغة الانجليزية فقال لهم لا أعرف سوى كلمتين وأشتبه بهم حيث أنني لا أعرف أين أستخدمهم فقالوا له لما لا تأتي معنا نوصلك إلى وجهتك التي تريد ونطمئن إليك ........ فوافق ولكن رغما عنه ولحاجته لهم .... فعند خروجهم من المطار أدركتهم صلاة المغرب فقالوا نتوقف لنصلي ... وعند علمهم أنه من مدينهة رسول الله فقد أصروا عليه أن يؤمهم بالصلاة حيث أن رائحة المصطفى موجودة فيه .... وبعد إصرار منهم توضأ وأئمهم وهو لا يعرف سوى سورتين من القرآن هما الكوثر والإخلاص ... وبعد ذلك قالوا له غدا الجمعة وشرط أن تكون أنت من يخطب بنا فظهرت فوق رأسه علامات تعجب وقال في نفسه أنا قادم لأعصي أقوم بإمامة الناس وأقوم بخطبة يوم الجمعة ....فتذكر أنه لديه أرقام أصحابه في محفظته فقال هذا هو المهرب الوحيد فبحث بالمحفظة جيدا ولم يجد الورقة وكأن الله أخفاها عنه .....




فقال لهم لماذا لا توصيلوني إلى الجامعة الفلانية فإني سأجد أصحاب هناك فأخبروه أن اليوم نهاية الأسبوع والجامعة لا تفتح أبوابها إلا يوم الأحد فتغلقت أمامه جميع أبواب الفرار ... فقال في نفسه أمري إلى الله أتحملهم إلى يوم الأحد ووجد نفسه مغصوبا على الخطبة غدا فطلب منهم هل لديكم مكتبة لأحضر منها الخطبة ... فدخل إلى المكتبة واختار خطبة من خطب الإمام بن عثيمين بشكل عشوائي وقال لن أقرأها إلا على المنبر ......





وفي يوم الجمعة وعند الخطبة وعند بدايته لقراءة الخطبة .... يقول الابن كأنها موجه إلي لماذا لا تتوب وتستغفر ومن كلام التوبة ..... فيقول بدأت أبكي وكأنني أتقى مخلوق على الأرض أمام هؤلاء المتدينين ولكنهم لا يعلمون بقصتي ..... وعند إنتهائي من الخطبة والنزول إلى الصلاة ولأول مرة في حياتي أحس بمعنى وأستشعر عند قرائتي لسورة الفاتحة وأجهشت بالبكاء ثانية ...... وانصلح حالي وتبتوا إلى الله وأدركت الهلاك الذي أنا قادم على فعله ......




وجلست عند هؤلاء الطيبين إلى بدء الدراسة وبالطبع قررت الاستقرار معهم وعند مصادفتي لأصحاب السوء بالجامعة فقد أخبرتهم بأنني إنسان آخر الآن وأني تبت إلى الله فما أسهل أن تخلوا عني وهذا حالي وقد اجتمعت بالصالحين وأصبحت إمامهم وأصلحهم ......





أرأيتم إخواني وأخواتي فضل دعاء الأم ورضاه على الابن أو البنت فالله سبحانه وتعالى جعل الجنة تحت أقدامهم .....




ونستفيد من هذه القصة الحرص كل الحرص على بر الوالدين ومخافة الله ومراقبته فيهم .....





وإنني أأسف للإطالة في القصة ولكنها مهمة وفي دروس وعبر كثيرة أرجو أن تستفيدوا منها .....




وشكرا لكم على القراءة للقصة ...




اللهم ارزقنا بر والدينا وارزقنا رضاهم يارب العرش العظيم ..... اللهم ارزقنا خشية وتقواق بالسر والعلن يا أرحم الرحمين ....

تسلم اخوي على الموضوع الروعه والله
فالوالدين اعتبرهما كنز الحياه